/ الفَائِدَةُ : ( 161 ) /

12/05/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / مَبَاحِثٌ مُتَعَدِّدةٌ تربطها حقيقةٌ محوريَّةٌ واحدةٌ / /دَوْرُ العقل في التَّعَبُّدِ / هناك وحدة بين مباحث عديدة ، وهي ليست وحدة ظنيَّة أَو اقتراحيَّة أَو بيان ثقافي ، أَو بيان خطابي ، بل صِنَاعِيَّة لمن نـظـر إِليها ببصيرةٍ صِنَاعِيَّةٍ عميقةٍ ، وبربطٍ بُرْهَانِيٍّ يتجاوز السطح الصّناعي إلى العمق الصِّنَاعِيَّ (1) ، حاصلها يقع ضمن التَّساؤلات التالية : س1 : ما هي حقيقة العلاقة بين حُجِّيَّة العقل وحُجِّيَّة النقل ؟ س2 : ما هي النَّسبَة بين حُجِّيَّة العقل وحُجِّيَّة النقل ؟ س3 : ما هي العلاقة بين التَّعبُّد في المعرفة في المقام الأَوَّل والثاني ؟ س4 : ما هي النَّسبَة بين الدليل العقلي والدليل النقلي ؟ س5 : ما هي النَّسبَة بين الإِدراك في العقل النظري والعمل العلمي في العقل العملي ؟ س6 : ما هي العلاقة بين الدِّين ونظام الدنيا للبشر ـ العقل التجريبي ـ ؛ فهل الدِّين يقتحم كل المساحات ، أَو يقف عند مساحة العبادات فحسب ، أَو بالإِضافة إلى الرَّوحيَّة والمعنويَّة ، أَمَّا المعيشات المدنيَّة فهي من نصيب العقل ؟ س7 : ما هي العلاقة بين التَّقنين الوضعي البشري والتَّقنين الشرعي السماوي ؟ س8 : ما هي العلاقة بين السيرة العقلائيَّة الممضاة والتَّأسيس في تشريعات الشارع ، أي : ما هي العلاقة بين الإمضاء والتأسيس ؟ س9 : ما هي العلاقة بين الثابت والمتغيِّر ؟ س10 : ما هي العلاقة بين الحداثويات والماضي القديم ؟ س11 : ما هي العلاقة بين الرُّوح والجَسد ؟ س12 : ما هي العلاقة بين الغيب والشهادة ؟ س13 : ما هي العلاقة بين الملكوت والملك ؟ س14 : ما هي العلاقة بين نظام المعرفة اللدِّنيَّة ـ الوحي ـ ونظام المعرفة البشريَّة ـ العقل ـ ؟ س15 : ما هي العلاقة بين المعرفة الربوبيَّة والمعرفة النَّفسانيَّة ، فما هي العلاقة بين : « أعرفكم بربّه أعرفكم بنفسه‌ »(2) أَو « من عرف نفسه فقد عرف ربّه‌ »(3) ؟ س16 : ما هي العلاقة بين معرفة وقدرة وعقل وعلم وإحاطة البشر والمعرفة الربوبيَّة ؟ س17 : ما هي الضابطة في التَّفكيك والفصل بين ما هو معرفة دينيَّة وما هو معرفة بشريَّة للدِّين ؟ س18 : ما هو الفارق بين بحث النتاج البشري والنتاج الدِّيني ؟ س19 : هل الدين فروع فقط أَو هو عقيدة أيضاً ؟ س20 : هل التَّعبُّد يشمل العقائد أَو يختصُّ بالفروع ؟ س21 : هل الدِّين جاء ليغطي كل صغيرةٍ وكبيرةٍ ، أَي : هل خطوط الدِّين عامَّة أَو تفصيليَّة ؟ س22 : هل الدِّين يتدخَّل في السياسة ؟ س23 : هل الدِّين مساحته الفروع فحسب أَو العقائد أَيضاً ؟ س24 : هل يداين الباري سبحانه العباد في العقائد كما يداينهم في الفروع والآداب والسنن ؟ س25 : هل يداين الله العباد في كيفيَّة سيرهم ؟ والجواب عن جميع هذه التَّساؤلات يتَّضح من خلال البيان التالي : هناك بحث وبيان دقيق وصلت إليه النتائج والبحوث الْعِلْمِيَّةِ والْمَعْرِفِيَّة في الحوزات الْعِلْمِيَّةِ عند الإِماميَّة ، حاصله : أَنَّ التَّعبُّد أَو التَّعبُّديَّة في الدِّين ليس كما يظنُّها أَو يتخيَّلها كثير من المثقفين و ذوي النَّزعة العلمانيَّة : من أَنَّه عبارة عن عماية وسد لباب الفكر والتَّفكر ، بل الحقُّ : أَنَّه انقياد وتسليم للحقيقة التي يُدركها العقل ، غاية الأَمر : أَنَّ انقياد العقل واستجابته ليست منحصرة بما إذا أَدرك تفاصيل الأُمور ، بل تشمل الموارد والأُمور التي لا يُدرِك تفاصيلها وإِنَّما يُدرِك اجمالياتها ، وهذا ما عبَّر عنه الإِمام الصادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في بيان قوله : « العبوديَّة جوهرة كنهها الرُّبوبيَّة »(4). وهذه القضيَّة عقلائيَّة قبل أَن تكون شرعيَّة ، فالعقلاء ـ مثلاً ـ يستجيبون لكثير من القوانين والمُقرَّرات في بيانات المجتمع ، كقوانين المرور والجمارك والصّحَّة وما شاكلها ، مع أَنَّهم لا يدركون تفاصيل حِكمتها ، نعم يدركون إِجمالاً أَنَّ هذه المنظومة من القوانين كفيلة لإِيجاد المصالح لهم ، وهذا العلم الإِجمالي هو الذي يدعوهم إلى الإِنقياد والإِستجابة. إذنْ : التَّعبُّد المذكور في الدِّين والشريعة ليس معناه إلغاء دور العقل ، بل عبارة عن المزيد من بيان أَفاق استجابة العقل وانقياده لمدركاته سواء كانت مدركات تفصيليَّة أَم إِجماليَّة ، وتخطئة حصر انقياد العقل واستجابته لخصوص مدركات التَّفصيل ؛ لأَنَّه نوع من تضييع الحقيقة ؛ فإِنَّ الحقيقة قد لا يصل إليها العقل بتفاصيلها ، ولكنَّه يصل إليها ويدركها إِجمالاً ، وهذا يعني لزوم أَن لا يُفَرِّط العقل في مدركاته وإن كانت إجماليَّة أَو مبهمة من بعض الجهات. وعليه : فلا يوجد إِقصاء وإِبعاد للعقل في أَبواب الدِّين والشَّريعة . وإِلىٰ كُلِّ هذا تُشير بيانات الوحي ، منها : 1 ـ بيان الحديث القدسي عن الإِمام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ في خطاب الخالق سبحانه وتعالى للعقل : « أَمـا إِنِّي إِيَّاك آمر ، وإِيَّاك أَنهى ، وإِيَّاك أُعاقب ، وإِيَّاك أُثيب »(5) . 2ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : « ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل ، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته ، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين ، وما أدى العاقل فرائض الله حتى عقل منه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، إن العقلاء هم اولوا الالباب الذين قال الله عزوجل :[ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ] (6)»(7) . 3ـ بيان الإِمام الكاظم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، في وصيته لهشام بن الحكم : « يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال : [فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ] (8) . يا هشام إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول، ونصر النبيين بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالأدلة، فقال : [ وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ] (9) . يا هشام قد جعل الله ذلك دليلاً على معرفته بأن لهم مدبراً ، فقال : [وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ] (10) . وقال : [ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ] (11) ، وقال : [وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ](12) ، وقال : [ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ](13) . وقال : [وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ](14) . وقال: [وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ](15) . وقال: [ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ](16) . وقال: [ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ] (17) . يا هشام ثم وعظ أهل العقل ورغبهم في الآخرة ، فقال : [ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ](18) . يا هشام ثم خوف الذين لا يعقلون عقابه فقال تعالى: [ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ * وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ] (19) . وقال: [ إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ*وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ](20) . يا هشام إن العقل مع العلم فقال: [ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ] (21) . يا هشام ثم ذم الذين لا يعقلون فقال: [وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ] (22) ، وقال : [ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ](23) . وقال : [وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ] (24) وقال: [ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ](25) . وقال: [ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ](26) . وقال: [ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ](27) . يا هشام ثم ذم الله الكثرة فقال: [ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ](28) . وقال: [ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ](29) . وقال: [ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ](30) . يا هشام ثم مدح القلة فقال: [ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ](31) . وقال: [ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ ](32) . وقال: [ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ](33) . وقال : [وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ](34) . وقال: [ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ](35) . وقال : [ وأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ] (36). وقال: [ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ] . يا هشام ثم ذكر اولي الألباب بأحسن الذكر، وحلاهم بأحسن الحلية ، فقال : [ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ] (37) . وقال: [ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ] (38) وقال: [إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ](39) . وقال : [ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ] (40) . وقال:[ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ] (41) ". وقال : [ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ](42) ". وقال : [وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ * هُدًى وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ](43) " وقال: [ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ](44) ". يا هشام إن الله تعالى يقول في كتابه : [ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ](45) " يعني: عقل : " وقال : [ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ](46) "، قال: الفهم والعقل . يا هشام إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس ، وإن الكيس لدى الحق يسير، يا بني إن الدنيا بحر عميق، قد غرق فيها (47) عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الإيمان (48) وشراعها التوكل، وقيمها العقل ودليلها العلم، وسكانها الصبر. يا هشام إن لكل شئ دليلا ودليل العقل التفكر، ودليل التفكر الصمت، و لكل شئ مطية ومطية العقل التواضع (49) وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه . يا هشام ما بعث الله أنبياء ه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا، وأكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة . يا هشام إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة - عليهم السلام -، وأما الباطنة فالعقول . يا هشام إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره، ولا يغلب الحرام صبره . يا هشام من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان على هدم عقله : من أظلم نور تفكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله، ومن هدم عقله، أفسد عليه دينه ودنياه . يا هشام كيف يزكو (50) عند الله عملك، وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك . يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله (51) اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند الله، وكان الله انسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة (52)، ومعزه من غير عشيرة . يا هشام نصب الحق لطاعة الله (53)، ولا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة بالعلم والعلم بالتعلم، والتعلم بالعقل يعتقد (54)، ولا علم إلا من عالم رباني، ومعرفة العلم بالعقل . يا هشام قليل العمل من العالم مقبول مضاعف، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود.يا هشام إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة، ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم . يا هشام إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب، وترك الدنيا منالفضل، وترك الذنوب من الفرض. يا هشام إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة ونظر إلى الآخرة فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة، فطلب بالمشقة أبقاهما . يا هشام إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة، لأنهم علموا أن الدنيا طالبة مطلوبة والآخرة طالبة ومطلوبة، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت، فيفسد عليه دنياه وآخرته.يا هشام من أراد الغنى بلا مال، وراحة القلب من الحسد، والسلامة في الدين فليتضرع إلى الله عز وجل في مسألته بأن يكمل عقله، فمن عقل قنع بما يكفيه، ومن قنع بما يكفيه استغني، ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغني أبدا . يا هشام إن الله حكى عن قوم صالحين: أنهم قالوا : [ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ] حين علموا أن القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها . إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله، ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه، ولا يكون أحد كذلك إلا من كان قوله لفعله مصدقا، وسره لعلانيته موافقا، لأن الله تبارك اسمه لم يدل على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه، وناطق عنه . يا هشام كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما عبد الله بشئ أفضل من العقل، وما تم عقل امرء حتى يكون فيه خصال شتى: الكفر والشر منه مأمونان، والرشد والخيرمنه مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف، ونصيبه من الدنيا القوت، لا يشبع من العلم دهره، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره، والتواضع أحب إليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره، ويستقل كثير المعروف من نفسه، ويرى الناس كلهم خيرا منه، وأنه شرهم في نفسه، وهو تمام الأمر. (56) يا هشام إن العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه . يا هشام لا دين لمن لا مروة له (57)، ولا مروة لمن لا عقل له، وإن أعظم الناس قدرا الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطرا (58) أما إن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها بغيرها . يا هشام إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: إن من علامة العاقل أن يكون فيه ثلاث خصال : يجيب إذا سئل، وينطق إذا عجز القوم عن الكلام، ويشير بالرأي الذي يكون فيه صلاح أهله، فمن لم يكن فيه من هذه الخصال الثلاث شئ فهو أحمق . إن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لا يجلس في صدر المجلس إلا رجل فيه هذه الخصال الثلاث أو واحدة منهن، فمن لم يكن فيه شئ منهن فجلس فهو أحمق . وقال الحسن بن علي عليهما السلام : إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها، قيليا ابن رسول الله ومن أهلها؟ قال: الذين قص الله (59) في كتابه وذكرهم، فقال: [إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ] قال: هم أولو العقول . وقال علي بن الحسين عليهما السلام (60): مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح، وآداب العلماء زيادة في العقل، وطاعة ولاة العدل تمام العز، واستثمار المال تمام المروة (61) وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة، وكف الأذى من كمال العقل، وفيه راحة البدن عاجلا وآجلا . يا هشام إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه ولا يعد ما لا يقدر عليه، ولا يرجو ما يعنف برجائه (62)، ولا يقدم على ما يخاف فوته بالعجز عنه (63) » (64) . فإِنَّها براهينٌ وحيانية دالَّةٌ على أَنَّه ليس هناك خطابٌ من الخطابات الشَّرعيَّة في جميع أَبواب الدِّين والشَّريعة إِلَّا وقد جعل الشَّارع المُقدَّس المُخاطب الأَوَّل هو العقل ، بل هناك نوع توسعة لدوره واستجابته وإِدراكاته وأَنَّها لا تنحصر بموارد الإِدراكات التَّفصيليَّة ، فإِنَّ الإِدراكات على درجات ، ومسيرة البشريَّة طوال عمرها لم تتقيَّد بتفصيل من درجة معيَّنة ، بل إِنَّ تفصيل المعلومات وتبدُّهها ووضوحها أَمر نسبي وليس بحقيقي ، والتفصيل الذي يُذكر في العلوم هو بلحاظ ما دونه ، أَمَّا بلحاظ ما فوقه فهو إِبهام وإِجمال ، فأين إِدركات العقل التفصيليَّة ؟! فإِنَّ كُلَّ معلومة كما فيها جنبة تفصيل فيها جنبة إِبهام . ونظير ذلك : ما يُلاحظ في الدِّراسة الأَكاديميَّة ؛ فإِنَّ الطفل في الصف الأَوَّل الإِبتدائي يُعطى معادلات إِجمالية من علوم مختلفة ، لكنَّه إذا ذهب إلى الصف الثاني أُعطي إِجماليات كذلك لكنَّها بتفاصيل أَكثر ، فتكون لما قبلها تفصيلاً ولما بعدها إِجمالاً ، وهكذا إلى أَن تنتهي الدِّراسة الإِبتدائيَّة ثُمَّ المتوسطة والإِعداديَّة والجامعة والدراسات العليا ، فإِنَّ جميع هذه المراحل عبارة عن تفاصيل للمراحل السابقة وإِجماليَّات للمراحل اللَّاحقة ، ومن ثَمَّ ورد بيان قوله تعالى : [وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيم](65) أَي : أَنَّ تفاصيل العلوم أُمور نسبيَّة وإِجماليَّات لما فوقها. وبالجملة : إِنَّ إِدراكات العقل لا تنحصر بالتَّفصيليَّة ، بل تشمل الإِجماليَّة ، وحينئذٍ لابُدَّ من رعاية المسؤوليَّة اتجاهها من قِبَل العقل ؛ وإلَّا لفاتت على الإِنسان مصالح وكمالات شتى ، فمثلاً : المريض الذي لا يستجيب في غير التَّفاصيل لما يقرِّرُهُ الأَطباء من علاجات يكون قد ضيَّع على نفسه المصلحة ، بل ألقاها في التَّهلكة ؛ لأَنَّ عقله المحدود لا يمكنه أَن يكون جامعاً لجميع تفاصيل تخصُّصات العلوم ، وهذا بخلاف المريض المتابع للأَطباء ، فإِنَّ تلك المتابعة لا تكون متابعة عن عماية ، بل مستندة إلى إِدراك إِجمالي ، ودليل العقل الإِجمالي يقول : إِنَّ ذوي الخبرة والنخبة في مجال الطب ينبغي مُتابعتهم في ذلك الإِختصاص وجني ثماره ، وهكذا حال باقي التَّخصصات ، فإِنَّ رجوع شرائح المجتمع بعضهم للبعض الآخر هو من هذا الباب ، روماً وحرصاً على اقتناء المصلحة والكمال بأوسع ما يمكن ، وحصر مسؤوليَّة العقل بالإِدراكات التَّفصيليَّة مغالطة ؛ إِذ لا تقوم حياة اجتماعيَّة بشريَّة عليه ، مضافاً : أَنَّه يؤدي إلى إخفاق الإِنسان في وصوله إلى الكمالات. وهذا لا يعني أَنَّ متابعة العاقل لغيره من أَهـل الإِختصاص إقصاء لعقله ، وهكذا الحال في متابعة العقل لخالقه سبحانه ؛ لإِدراكه ـ العقل ـ أَنَّه سبحانه عالم بكلِّ شيء ، وأَنَّه على كُلِّ شيءٍ قدير ، قال تعالى : [أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ](66). وتعبير بيان الامام زين العابدين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقائيس الفاسدة، ولا يصاب إلا بالتسليم، فمن سلم لنا سلم ومن اهتدى بنا هدي، ومن دان بالقياس والرأي هلك، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم» (67) معناه : لا يصاب تفصيلاً ، أَمَّا إجمالاً فيصاب ، وإلَّا فكيف دان الإِنسان بدين الله ؟! هذا أَوَّلاً. وثانياً : أَنَّ الفلسفة الماديَّة والغربيَّة لا تقصد من حُجِّيَّة العقل ومحوريته أَنَّه في عرض الحقيقة الخارجيَّة ، بل في طولها ، وأَنَّه مدرك لها ، وليس بفاعل ومكوِّن ومنشئ لها ، وحينئذٍ نقول : حيث إِنَّ حكم الأَمثال في ما يقال وفي ما لا يقال واحد ، فإذا كانت حُجِّيَّة العقل في العلوم الماديَّة والتجريبيَّة مُدرِكة للحقيقة وغير صانعة لها فلتكن كذلك في العلوم الدينيَّة. وهذا الكلام والإِحتجاج يجري كذلك في العلوم القانونيَّة والعلوم الإِنسانيَّة ، فإِنَّ العقل عندهم يستقرئ الظَّواهر فيدركها ويتفهمها ، فما بال العقل في هذه العلوم الوضعيَّة مُدرِكاً ومُتفهماً للحقيقة وفي العلوم الدِّينيَّة يراد منه أَن يكون موجداً لها ؟! وإِن شئت قلتَ : إِنَّ مرامهم ممَّا يزعمونه للعقل من دور هو للغريزة والهوى والميول النَّفسيَّة لكنَّهم ألبسوه لباس وقناع العقل ، فإِنَّ واقع الغرائز وطبيعتها ليس التَّلقي والتَّفهُّم والإِطاعة ، بل التَّمرد والجموح والآمريَّة ، فما ادعوه من أَنَّ الدِّين يقصي العقل ولا يعطي له الدُّور مرادهم : لا يعطي الدور والآمرية للغرائز والميول والرغبات النازلة ، وإلَّا فدور العقل غير ملغى . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)إِنَّ الباحث إذا لم يتمكن من الرَّبط بين نظريَّة الجبر والإِختيار والتفويض ، ونظريَّة الفقه السياسي أَو منظومة القانون السياسي في النَّصِّ والشُّورى أَو النَّصِّ والإِنتخاب البشري فليعلم : أَنَّه قشريٌّ وجموديٌّ في القضايا الصناعيَّة ، فمثلاً : إِذا عرف أَنَّ الخلاف الحاصل بين الأُصوليين والإِخباريين مرتبط بنظريَّة الجبر والتفويض والإِختيار فهذا معناه : أَن لـديـه حنكة وعمق صِنَاعِي ، وإِلَّا فلا. (2) روضة الواعظين: 20. (3) بحار الأنوار: 60/ 324. (4) مصباح الشريعة :536 . (5) أصول الكافي ، 1/كتاب العقل والجهل/ 10 / ح1 . (6) البقرة : 269 . (7)بحار الانوار ، 91 ـ 92 /ح 12 . أصول الكافي ، 1/كتاب العقل والجهل: 12 / ح11. (8) الزمر : 17 ـ 18 . (9) البقرة : 163 ـ 164 . (10) النحل : ١٢. (11) غافر : 67 . (12)الجاثية : 5 . (13) الحديد : 17. (14) الرعد : 4 . (15) الروم : ٢٤. (16) الانعام : 151. (17) الروم : ٢٨. (18) الانعام : 32 . (19) الصافات : 136 ـ 138 . (20) العنكبوت: 34 ـ 35 . (21) العنكبوت : ٤٣. (22) البقرة : 170 . (23) البقرة : ١٧١. (24) يونس : 42 . (25) الفرقان : ٤٤. (26) الحشر : 14 . (27) البقرة : 44 . (28) الانعام : 116. (29) لقمان : ٢٥. (30) العنكبوت : ٦٣. (31) سبأ : ١٣. (32) ص : 24. (33) غافر: 28 . (34) هود : ٤٠. (35) الانعام : 37 . (36) المائدة : ١٠٣. (37) البقرة : ٢٦٩. (38) آل عمران : ٧. (39) آل عمران : ١٩٠. (40) الرعد : 19 . (41) الزمر : ٩. (42) ص : ٢٩. (43) المؤمن : غافر : 53 ـ 54 . (44) الذاريات : ٥٥. (45) ق : ٣٧. (46) لقمان : ١٢. (47) في بعض النسخ " فيه " . (48)(وحشوها ) ، أَيْ : مع ما يحشى فيها وتملأ منها . والشراع ككتاب : الملاءة الواسعة فوق خشبة تصفقها الريح فتمضى بالسفينة . والقيم : مدبر أمر السفينة . (49) المطية : الناقة التي يركب مطاها ، أَيْ : ظهرها ومطية العقل التواضع ، أَيْ : التذلل والانقياد. (50) الزكاة تكون بمعنى النمو وبمعنى الطهارة وهنا يحتملهما. (51)أَيْ : حصل له معرفة ذاته وصفاته وأحكامه وشرائعه، أو أعطاه الله العقل. أو علم الأمور بعلم ينتهى إلى الله بأن يأخذه عن أنبيائه وحججه عليهم السلام إما بلا واسطة أو بواسطة، أو بلغ عقله إلى درجة يفيض الله علومه عليه بغير تعليم بشر . (52) أَيْ : مغنيه ، أو كما أن أهل الدنيا غناهم بالمال هو غناه بالله وقربه ومناجاته. والعيلة الفقر. والعشيرة : القبيلة. (53)( نصب) : اما مصدر أو فعل مجهول وقرائته على المعلوم بحذف الفاعل أو المفعول كما توهم بعيد ، إنما نصب الله الحق والدين بارسال الرسل وإنزال الكتب ليطاع في أوامره ونواهيه . (54) أَيْ : يشد ويستحكم وفي بعض النسخ ( يعتقل ) . (55)( الزيغ ) هو : الميل والعدول عن الحق . والردى : الهلاك والضلال . (56) أَيْ : كل أمر من أمور الدين يتم به أو كأنه جميع أمور الدين مبالغة . (57) وذلك لان من لا عقل له لا يكون عارفا بما يليق به ويحسن ، وما لا يليق به ولا يحسن ، فقد يترك اللائق ويجيئ بما لا يليق ومن يكون كذلك لا يكون ذا دين . والمروة : الانسانية وكمال الرجولية وهي الصفة الجامعة لمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب. (58) الخطر: الحظ والنصيب والقدر والمنزلة والسبق الذي يتراهن عليه. (59) في بعض النسخ ( نص الله ) . (60) في كلامه عليه السلام ترغيب إلى المعاشرة مع الناس والمؤانسة بهم، واستفادة كل فضيلة من أهلها ، وزجر عن الاعتزال والانقطاع اللذين هما منبت النفاق ومغرس الوسواس والحرمان عن المشرب الأتم المحمدي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ والمقام المحمود ، والموجب لترك كثير من الفضائل و الخيرات وفوت السنن الشرعية وآداب الجمعة والجماعات وانسداد أبواب مكارم الأخلاق (في ملخصا). (61) أَيْ : استنماؤه بالتجارة والمكاسب دليل تمام الانسانية وموجب له أيضا ؛ لأنه لا يحتاج إلى غيره ويتمكن من أن يأتي بما يليق به. (62) أَيْ : العاقل لا يرجو فوق ما يستحقه. (63) أَيْ : لا يفعل فعلا قبل أوانه مبادرا إليه. وفي بعض النسخ ( ولا يتقدم ) . (64)أصول الكافي ، 1 : 13 ـ 20 / ح 12 . (65) يوسف : 76 . (66) الملك : 14 . (67) بحار الانوار ، 2 : 303 / ح 41